بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
تأريخ العراق والخليج العربي منذ أقدم العصور ومحاولات إيران لتفريسه وإحتلاله (الجزء الثاني) |
شبكة البصرة |
الدكتور عماد محمد ذياب الحفيّظ
عضو إتحاد المؤرخين العرب
|
المقدمة :
قلنا في الجزء الأول من هذه الدراسة أن منطقة الخليج العربي طرأت عليها تغيّرات مناخية وبيئية متباينة خلال العصور التأريخية المتتابعة منذ أقدم العصور، فقد أكدت الدراسات أن بيئة منطقة الخليج العربي كانت معتدلة وذات كميات كبيرة من الأمطار المتساقطة خلال الفترة المحصورة بين 100- 11 ألف سنة قبل الميلاد حيث تتخلّلها أنهار المياه العذبة والبحيرات المترامية الأطراف والغابات الغنّاء والمساحات الخضراء الغنية بمختلف أنواع الحيوانات والنباتات والزروع فكأنها كانت جنّات الله تعالى على أرضه.
لتبدأ بعد ذلك الظروف المناخية والبيئية بالتباين مع بداية الألف العاشر قبل الميلاد والتغير تدريجيا، فتصبح شبه الجزيرة العربية عند الفترة 10-7 آلاف سنة قبل الميلاد أكثر دفئا وذات كميات أمطار أقل عما كانت عليه في الفترة السابقة فأنتشرت فيها القبائل العربية نحو شمال وجنوب شبه الجزيرة العربية بحثا وراء الماء والكلأ.
هذا ما أكّده المؤرّخ موسكاتي فقال : لو تتبّعنا تأريخ الموجات البشرية التي إنطلقت في هجرات تأريخية بيقين نحو ما نسميه المشرق العربي لوجدنا أن هذه الهجرات كانت دائما وأبدا تنطلق من شبه الجزيرة العربية.
ولو تتبّعنا مختلف تسميات الخليج العربي القديمة قدم عصور التأريخ المتعاقبة سنجدها جميعها وبلا إستثناء كما أشرنا في الجزء الأول من هذه الدراسة هي تسميات عربية الأصل حيث جميعها جاءت بالإشارة الى شبه الجزيرة العربية من حيث العبادة في التأريخ البعيد وشروق الشمس في التأريخ المتوسط والقريب وكذلك بالنسبة للقبائل العربية التي سكنت الجانبين الشرقي والغربي من منطقة الخليج العربي الجغرافية وشمالها عندما إعتبر جانبي الخليج العربي الشرقي والغربي حينها ساحلي العراق في جنوب بلاد الرافدين فكانت جميع التسميات عربية أيضا.
أطماع إيران في العراق ومنطقة الخليج العربي منذ فجر الإسلام : الإسلامية التي فتحت بلاد فارس حين ذلك وقد بدأت دسائسهم ومؤمراتهم ضد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم) والإسلام والمسلمين، فقد نفّذ الفرس المجوس الكثير من الفتن والمؤامرات والدسائس والتي أرادوا من خلالها تقويض الدولة الإسلامية والدين الإسلامي أيام رسول الله ودولة الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية بل أن سقوط الدول الإسلامية المتعاقبة الثلاث تمّت بفعل تلك الفتن والدسائس المجوسية الخبيثة ولغاية سقوط بغداد على يد هولاكو عام 1258 ميلادية بمساعدة الفرس المجوس ومن تعاون معهم في تلك المؤامرات وصولا الى حكم الصفويّين في ايران وبالتعاون مع القوى الصليبية الأوربية كروسيا القيصرية ومملكة فرنسا ومملكة إسبانيا حينها ضد الولايات العربية والإسلامية أيام حكم الدولة العثمانية وخاصة العراق وبلدات الخليج العربي والقبائل العربية هناك، فهذا الموضوع بات معروفا لدى الكثيرين من المعنيين والمختصّصين والمثقفين العرب والمسلمين، ويكفينا القول ان ايران ما زال لها مزار وطقوس يؤدّونها عند موضع المقبور أبو لؤلؤة المجوسي في ايران وجعلوا على قبره مسجدا ومزار يصلّون فيه الإيرانيون على الرغم من أنه مجوسي كما وجعلوا لذكرى يوم جريمته النكراء عيدا دينيا يحتفلون به سنويا حتى يومنا الحاضر على الرغم من انه مجوسيا وإيران تتدّعي أنها إسلامية، وهم يقرّون بذلك بل ووضعوا حول قبره صور وأسماء للإمام علي وبقية الأئمّة الأطهار من آل بيت رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه) في مكان تمارس فيه طقوس مجوسية لرجل مجوسي كافر!!!، فسبحان الله عما يصفون.
لذلك وجدت الحكومات المتعاقبة في إيران الأساليب المجوسية أنها يجب أن تكون هدفهم المنشود من أجل توظيف أساليب وغايات المجوسية منهجا وتدبيرا لتحقيق أطماعهم منذ حكم هولاكو والصفويين وغيرهم، والذين إعتبروا ان الفتن الطائفية التي إبتدعتها المجوسية هي خير وسيلة ومنهج لتحقيق مصالحهم الإحتلالية وأطماعهم الشوفينية في منطقة الخليج العربي عموما والعراق خصوصا، فمنذ مئات السنين مارست تلك الأنظمة الشوفينية هذه الوسائل والأساليب القذرة ضد العرب والمسلمين في المنطقة، بل ومحاولاتهم خطف الدين الإسلامي من خلال الفتن الطائفية ليكون تحت سيطرتهم في تنفيذ مؤامراتهم وأطماعهم تحت عباءة الدين في المنطقة منذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وحتى يومنا الحاضر تحت إطار نشر الفتن الطائفية بين العرب والمسلمين وإفتعال أحداث ومواقف تأريخية غير حقيقية من أجل تمزيق وحدت شعوب المنطقة وبالتالي إحتلالهم ولو كان هذا الأمر على حساب الدين والعقيدة الإسلامية من أجل تحقيق مصالحهم وهذا ما فعله كلا من أعداء البشرية إسماعيل الصفوي وبمساعدة روسيا القيصرية، وحفيده عباس الصفوي وبمساعدة مملكة فرنسا ومملكة إسبانيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، حيث كانوا يقتلون الرجال والشيوخ بعد تعذيبهم وسبي النساء والفتيات العرب والمسلمين وتهجير من تبقى منهم الى مناطق غير عربية أو فارسية لتفريسهم كما يفعلون اليوم في العراق، بينما يأخذون الصبية والأطفال العرب والمسلمين ليمارسوا عليهم عمليات غسيل الدماغ لتشويه آرائهم ومعتقداتهم ومنعهم من النطق بالعربية وإجبارهم التحدّث بالفارسية، في سبيل توظيفهم وتجنيدهم خدمة لأغراضهم الدنيئة لإتمام عمليات تفريس القبائل العربية بعد إذابة إنتمائاتهم العربية والقومية والدينية وهذه المرحلة سيتم تنفيذها في العراق لاحقا ما دام محتلا لا سامح الله.
أطماع إيران في العراق ومنطقة الخليج العربي خلال التأريخ الحديث :
.
|
شبكة البصرة |
الثلاثاء 28 محرم 1429 / 5 شباط 2008 |
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس |