جواب الشيخ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا .
أما هَدم القباب التي بُنيت على القبور فهو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس مِن عداوته ! وما يُذكر تعليقا على هذه الصورة هو أحد تخريفات الصوفية والرافضة !
وأنا أكتب الجواب الآن من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهبت إلى القبة وشاهدت ما قالوه لأني كنت قد سُئلت عنه سابقا .
وقد صّورت القبة من الناحية الجنوبية ، إذ بها ما يُزعَم أنه قبر إنسان ! ومن دقق في الصورة عَرف أن ذلك لا علاقة له بِما قيل ! فينحدر من أعلى القبة إلى أسفلها سِلكا كهربائيا ، وذلك في وسط السلك .
ثم إنه بحجم اليد ، وليس بحجم جسد إنسان ! وكُنت فصّلت في جواب سابق حول هذه المسألة قلتُ فيه :
أولاً : إزالة ما بُني على القبور من سُـنَّـتِه صلى الله عليه وسلم ، وتَسوية ما ارتفع منها كذلك. فإن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له : لا تَدَع صورة إلاَّ طَمَسْتَها ، ولا قَبْرا مُشْرِفًا إلاَّ سَوّيته . رواه مسلم .
ثانيا : القُـبّة إنما بُنِيتْ في أزمنة مُتأخِّرة ، فليس من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا مِن فِعل أصحابه . وقد ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية أن حُجرته صلى الله عليه وسلم لَمَّا بُنِيَت وأُعيد بِناؤها في عهد التابعين تَركوا في سَقْف الْحُجْرَة كُوّة إلى السماء .
قال : كان السَّقف بَارِزا إلى السماء ، وبُني ذلك لَمَّا احْتَرق الْمَسْجِد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة ، وظَهرت النَّار بأرْض الحجاز التي أضاءت لها أعْناق الإبِل بِبُصْرَى ، وجرتْ بعدها فتنة التتر ببغداد وغيرها ، ثم عُمِّر المسجد والسَّقف كما كان ، وأُحْدِث حَول الْحُجْرَة الحائط الخشبي ثم بعد ذلك بِسِنِين مُتَعَدِّدة بُنِيَت الـقُـبَّـة على السقف ، وأنكرها من أن أنْكَرها . اهـ .
فعلى هذا القُـبّة لا قِيمة لها في ميزان الشَّرْع .